اعتراااافات رجل

هل صحيح ان احسان عبد القدوس عرف المرأة خير معرفة وعبر عن دواخلها افضل مما تستطيع ان تعبر هي عن نفسها هل كان نزار قباني الشاعر الذي حمل راية الدفاع عن حقوق المرأة ونطق بلسانها خيرا مما يكن ان تنطق هي به ؟؟؟

شخصيا , اشك في القوى العقلية لأي رجل يزعم انه يعرف المرأة ويفهمها , وقد اختبر طباعها وحفظ عن ظهر قلب نواياها ونوازعها .. بل إنني أرثي لذاك الذي يتصور انه في مأمن من كيدها .. بفضل معرفته لها وتسلحه بترسانة من وسائل الدفاع الذاتية .

يُخيل احيانا أنني اعرف شيئا عن المرأة .. واتصور في لحظة ما أنني قد " كمشت " روحها لكن تلك الروح الرملية الزلقة , سرعان ما تتبدد من قبضتي , وكأنها زئبق أو ماء يصعب اقتناصه بين الاصابع.
أحبها .. نعم .

أحترمها .. (( نَعمان )) بالفصحى .. وبالدارجة (( نعمين ))

لا أطيق العيش في عالم لا يشغله وجودها ؟ بالتأكيد

لكني اعترف لكم حبرا على ورق وبصما بالاصابع العشر بانني مقصر في إدراك النساء ؛ على الرغم من انني اسعى وراء معرفتهن وسبر أغوارهن والتصالح معهن . ان اتفه الحروب واكثرها مضيعة للطاقة هي الحرب المزعومة بين النساء والرجال .. ذلك انها نزاع بين قطعتي مغناطيس .. تتجاذبان ولا مجال للفكاك بينهما.

لماذا لا أفهمها ؟ لانها عميقة حتى في أتفه نواياها .. لها صفة التّلون والتّقلب والجموح.. تقول عبارة وترتد عنهاا وتاتي عملا وهي تقصد غيره . وتقفل على رغباتها واحلامها بقفل تعجز عن الغور فيه كل مفاتيحي.

لا , هذا ليس هجاء وهو ليس كلاما يقال في وصف كائن مهتز وغير سوي .. ان المرأة هي الكائن الطبيعي بامتياز لانها تختصر في طبعها كل ما في الطبيعة من تقلبات ومواسم وزلازل وامطار وشموس وفواكه وسواقي عذبة تنزلعى القلب بردا وسلاما .. اين الرجل من كل هذا ..؟؟؟

نحن جنس الرجال كائنات بسيطة التركيب نعوّل كثيرا على عقولنا في حين ان ما يحكمنا في اغلب الاحيان شهواتنا ونحن نعيش متوافقين مع مستويات اُفقية من مشاعرنا وطموحاتنا .. أما المرأة فانها كائن عمودي في مشاعره يقفز بسرعة نحو القمة ويتقهقر سريعا نحو القعر وهي احيانا كائن لولبي وهات الذي يفلح في اللحاق بها يمينا ويسارا شمالا وجنوبا حتى اذا تلاحقت انفاسه من شدة الجهد وظن انه مُمسك بها لا محالة .. وجدها قد افلتت وتوارت عنه بروحها على الرغم من انها طوع يديه بجسدها

اكتب هذا الكلام بعد ان عدت منذ ايام الى مراجعة الاعمال الكاملة لــ نزار قباني وبعد ان وقعت بين يدي رواية من اشهر ما كتب احسان عبد القدووس وقد شعرت وانا اقرا هذين العملاقين كم أن الواحد منهما كان قزما امام النساء.

ولا اعني بهذا انه كان فاقد السيطرة ولا صغيرا ولا قاصر الموهبة والذكاء .. اقصد ببساطة ان الكاتب او الشاعر يبقى قطرة في محيط النساء وسعيدا بالوهم انه عرفهن..!

لا شك ان الخالق ابدع الاعجاز في صياغة المرأة . كيف لا وقد خصها بمعجزة الانجاب واستمرار النوع البشري وهي وظيفة لا يمكنها ان تستقر في جسد كائن بسيط .. سهل الطباع يُقرأ مثل الكتاب المفتوح.

انها تفتح الكتاب حين تشاء وتطبقه حين تشاء تاركة لشريكها الرجل فضاءات شاسعة من التخمين والمحاولة التنظير والسعي نحو الفهم وفوق هذا كله تاركة له سعادة ان يتصور انه الاقوى والاذكى والاكبر سطوة.

سبحانه يضع سره في اضعف مخلوقاته .. فكيف اذا كانت المرأة من اقواها ؟ انها وحدها نشيد من اناشيد التسبيح بالخلق وبالكون وبالطبيعة وما محاولة استيعابها الا تمارين على شرب البحر ..!

)));; )));;

عدد الرسائل : 39 تاريخ التسجيل : 24/12/2007

هاااااااااااااااااي نتالي كيفك كلامك بيجنن

موضوعك
كده
تمام ياباشا علي الموضع الحلو ده

موضوع رائع جداٌ نتالي ,, المرأة من هو ذلك الذي يدعي أنه فهم المرأة حقاٌ ؟؟ او تمكن من الولوج الى عالمها الوردي المحفوف برموز الغموض ؟؟

المرأة ذلك الكائن البسيط المعقد .. تلك القوية الضعيفة .. سبب من اسباب السعادة .. وعشرات من اسباب التعاسة

شكراٌ على الموضوع المتميز كتميز شخصكِ نتالي
بانتظار القادم من ابداعاتك

ناي